عالم نيوز – احتدام الاشتباكات في الخرطوم: حميدتي يطلب “الهدنة” والبرهان يراها “مناورة” . عالم نيوز

احتدمت الاشتباكات المسلحة في العاصمة السودانية، الخرطوم، في اليوم الرابع لاندلاعها بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، وسط معلومات على سقوط نحو 200 قتيل بين المدنيين، فضلا عن مئات الجرحى.

 وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بمقاطع مصورة لتفجيرات وقصف جوي ومدفعي لمواقع في العاصمة السودانية، أظهر أحدها احتراق طائرات مدنية في مطار الخرطوم الدولي، بعدما استهدفتها قوات “الدعم السريع”، التي نشرت الفيديو، بعنوان: “لا مجال لهروب الانتقلابيين”.

اقرأ ايضا: السعودية تدعو حميدتي والبرهان لوقف إطلاق النار والعودة للاتفاق الإطاري

وتم تصوير الفيديو من “الصالة الرئاسية” في مطار الخرطوم، وهي الصالة المُخصصة لاستقبال رؤساء الدول وكبار المسؤولين، الزائرين للخرطوم، وقد بدت الصالة ومحيطها في قبضة “الدعم السريع”.

وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حول منطقة القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي في الخرطوم، وسط حديث عن دفع “الدعم السريع” بتعزيزات ضخمة إلى العاصمة خلال الساعات الماضية.

وفيما أعلن قائد قوات “الدعم السريع” الفريق أول محمد حمدان دقلو، قبوله لهدنة إنسانية لمدة يوم، تلبية لدعوة من وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، أكدت القوات المسلحة السودانية، أن حديث “الدعم السريع” عن هدنة، ما هو إلا مناورة لمنح الفرصة لتلقيه شحنة أسلحة “قادمة من دولة اقليمية”.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، في بيان تلقت “عالم نيوز” نسخة منه، إن بلينكن تحدث بشكل منفصل، مع كل من قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع” الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مشددا على ضرورة التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من القتال ولم شمل الأسر السودانية والسماح لأفراد المجتمع الدولي المتواجدين في الخرطوم من التأكد من سلامتهم.

وأعرب بلينكن عن قلقه البالغ إزاء مقتل عدد كبير من المدنيين السودانيين أو إصابتهم نتيجة القتال المتواصل والعشوائي، كما شدد على مسؤولية الطرفين لناحية ضمان سلامة المدنيين والموظفين الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني وراحتهم.

من جهتها، أدانت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد المبعوثة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام مجلس الأمن، القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع”، وحثت الأجهزة الأمنية السودانية على وضع حد للأعمال العدائية بشكل فوري وبدون شروط مسبقة.

وقالت إن “وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة وضمان وصول المساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات لوضع السودان على المسار الذي يفضي إلى اتفاق سياسي، وينبغي على كافة الجهات الفاعلة الأجنبية أن تشارك بشكل بناء وعدم تعقيد الوضع الميداني”.

وأضافت: “يتعين على مجلس الأمن الدولي مواصلة مراقبة الوضع عن كثب، وأن يطالب بوقف فوري للقتال”.

من جانبه، قال حميدتي، في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”، “إنه بناء على الاتصال المباشر مع بلينكن وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى نعلن من جانبنا الموافقة على الهدنة المقترحة لمدة 24 ساعة”، اعتبارا من فجر اليوم.

وأشار إلى “عدم التزام الطرف الآخر بالهدنة، إذ لاتزال طائراته توجه ضرباتها داخل المناطق المأهولة بالسكان في تجاوز سافر لأسس ومبادي القانون الدولي والإنساني”، مضيفا: “ننتظر ردا من انتوني بلينكن لحسم خروقات الطرف الآخر”.

في المقابل، أعربت القوات المسلحة السودانية، في بيان، عن استغرابها لحديث
“العدو (في إشارة إلى الدعم السريع) عن هدنة في ظل معلوماتنا المؤكدة لحشده  قوة كبيرة في مروي بغرض تأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية من جهات اقليمية”، مشيرة إلى أن الدعم السريع “استنفر قواته للحضور إلى الخرطوم من نيالا والفاشر والجنينة والطينة (في اقليم دارفور)”.

اقرأ ايضا: يديعوت أحرونوت: جهود قطرية إماراتية لوقف التصعيد وتحقيق الهدنة

وشددت القوات المسلحة، على أنه “لا علم لها بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة”، وقالت: “إعلان التمرد لهدنة ٢٤ ساعة يهدف للتغطية على الهزيمة الساحقة التي سيتلقاها خلال ساعات، بعدما دخلنا مرحلة حاسمة”.